في زمن غريب إختلطت فيه الأمور والأدوار والعلاقات
أصبح الصديق فجأة وبدون مقدمات أو سابقة إنذار عدو
وليس عدو فقط بل عدو لدود يتم إستباحته وإفشاء أسراره والضغط على نقاط ضعفه والتشهير به وكأنه ولا مرة ولا ذكرى حسنة مرت بهذه الصداقة
وصدق رسول الله صل الله عليه وسلم حين قال ( من الناس من إذا خاصم فجر ) صلوات الله وسلامه عليه
ما الذي يحدث؟؟؟؟؟
وكيف تهون العشرة ؟؟؟؟
وأين ضاعت مبادئنا وعهودنا ؟؟؟
وعن أي وفاء نتكلم ونحن نبيع وبقوة عند أتفه الخلافات ؟؟؟؟
لماذا أصبحنا مستفذين لهذه الدرجة ؟
أين ضاعت قيم الصداقة وموروثاتنا التي نحيا عليها ؟
وحين يتحول الحب الشديد لكره شديد بلا وسطية عن أي صدق عندئذ نتحدث؟
في زمن غابت فيه أروع القيم وهي قيم الصداقة الحقيقية
وكل السبل إستحالت في طريق الإخلاص وإحترام العشرة
ولا يلبث الإنسان يقف عند أول نقطة خلاف حتى يظهر أسوأ وأبشع ما عنده
وأصبح أغلب الناس أسرع للبيع من الشراء
وكل معاني الإنسانية ذابت وسط صراع رغباتنا الضعيفة التي تهدم ولا تبني
كانت في الماضي الأم تفرح بأصدقاء أبنائها وتدعو لهم بحب خلق الله
اليوم قلما نرى أسرة ترحب بصديق إبنها أو صديقة إبنتها وسيل من الأسئلة العنصرية يبدأ
بابا بيشتغل إيه
ماما ست بيت ولا بتشتغل
أنتوا من أي عيلة
ولو فرضنا أن تلك الأسئلة للإطمئنان لا يمكننا تجاهل عبوس الوجه حين يكون صديق الإبن من أسرة فقيرة حتى لو كانت محترمة
عكس الماضي كما نلاحظ من الدراما وأفلام الأبيض والأسود كانت الأسر ترحب بالجيران والأصدقاء
كانت هناك وحدة تتبعها قوة .
كان هناك تضامن وحب حقيقي
كانت سواعد الأصدقاء تملأ المكان والزمان بالدفء
كانت اللقمة هنية والمعيشة رضية
كانت الأسرار لها صندوق أسود في قلب الصديق لا يفتح أبداً
ونقاط الضعف لها صديق يحميها ويقوينا ولا يأخذ علينا المآخذ أو يمسك علينا الفرص
اليوم وللأسف زمن المصطلحات الجديدة (الإفتكاسات والحركات والإشتغالات)
زمن التجاهل ( التنفيض ولا مؤاخذة)
والحقد ( النفسنة بعيد عنكوا)
زمن غلف الوجع بألفاظ الإستهتار حتى نتقبله دون أن نشعر بحجم الجراح
وبعد الحب والإخلاص والتوحد صاروا الأصدقاء أعدقاء
أي أعداء ما بعد الصداقة
أي إنتكاسة في مسيرتنا الأخلاقية وتراجع في أسهم المباديء
ومواليد كثر من رحم الخيانة
وبلاغة في السفاهة والإبتذال والمنازلات الحوارية
وغابت الحكمة دون إبداء أسباب حقيقية
وتنازل الوفاء عن حقه في الحياة فخذل الكثيرين
وتواطىء الغدر مع الخيانة وكونوا إتحاد يهدم كل معاني الصداقة
وتحولنا دون أن ندري من زمن الأصدقاء إلى زمن الأعدقاء .
كريم
0 التعليقات