شهر بدون تلفاز

 

منذ عدة أعوام مضت ومع تزاحم الفضائيات وصراعهم على المشاهدين والمحاولات المستميتة التي تحاول السطو على أكبر قاعدة جماهيرية من المشاهدين . حصار يومي من برامج الصباح مروراً بفيلم الظهيرة ثم برنامج العصاري ومسلسل المغربية وسهرة التوك شو الساخنة التي تأتي بعد العشاء

 

وكأن هناك مؤامرة عليك ألا تنام أبداً بل تظل حبيس هذه الفقرات تشاهدها واحدة تلو الأخرى

والغريب ثقافة الإعادة التي باتت سخيفة ومملة وكأن الفضائيات تبلغ المشاهد هنضيع وقتك يعني هنضيع وقتك.

ولا حياة لمن تنادي بشأن تنظيم الوقت وتحديد الأولويات فكل الفقرات تتزاحم من أجل تحقيق أعلى نسبة مشاهدة

ولا يسأل أحد مرة أخرى عن أسباب تأخر الموظفين عن أعمالهم فالوقت لا يدخل في الحسبان 

 

هو طاقة مفقودة ولا يعرف لها ضرورة وسط كل هذه الفقرات المقدمة من قبل التليفزيون.

تخيلت للحظة بل داهمتني الفكرة ماذا عن قضاء شهر بالكامل من دون تلفاز لا ضوضاء ولا سهر ولا إرتباك في المواعيد

 

أيقنت أننا ضحية إسرافنا في أوقاتنا وتضييعها بكل سفاهة 

وان الحياة بدون تلفاز شهر ستغير رتابة وإستسلام أيامنا للعادي والطبيعي والمألوف

وسوف تزيد صلة الأرحام وتترابط أفراد الأسرة الواحدة بعد أن فرقتنا الميول والقنوات الفضائية 

سوف تجتمع الأسرة الواحدة ويعود زمن النوادر والحكايات والهدوء النفسي والراحة والسكينة

جرب وشاركنا التجربة وسترى تغييراً جذرياً في حياتك

واقض شهراً بدون تلفاز