التفكير الجيد مكتسب وليس فطرة ، هذا ما يحاول الدكتور حسن عبدالباري أن يقدمة في كتابة "التفكير ومهاراته، واستراتيجيات تدريسه"
والمؤلف يفرق بين نوعين من التفكير،
فالتفكير اليومي في شؤون الحياة الروتينية، من ركوب السيارات، إلى قطع الشارع، وتناول الطعام في البيت أو في المطعم، فهذا في نظره تفكير عادي يقوم به الكثير من الناس، وهو اعتياد على أمر لا يثير التفكير، أكثر من أن يكون تفكيرا مركزا. وهو لا يتحدث ولا يبحث عن هذا النوع من التفكير، ويقدم في كتابه فن التفكير المنتج أو الفعال وتعليم هذا الفن.
فالتفكير اليومي في شؤون الحياة الروتينية، من ركوب السيارات، إلى قطع الشارع، وتناول الطعام في البيت أو في المطعم، فهذا في نظره تفكير عادي يقوم به الكثير من الناس، وهو اعتياد على أمر لا يثير التفكير، أكثر من أن يكون تفكيرا مركزا. وهو لا يتحدث ولا يبحث عن هذا النوع من التفكير، ويقدم في كتابه فن التفكير المنتج أو الفعال وتعليم هذا الفن.
ويرى أن التفكير علم يمكن تعليمه، ويرى
ضرورة تدريس فن التفكير وتعليمه في المدارس وخاصة مدارس إعداد المعلمين،
لأن التفكير الماهر ليس أمرا فطريا، ويقول " كثير من الناس لو تركوا وشأنهم
فلن يتطور تفكيرهم، ولن تنموا طاقاتهم، ولا مهارات تفكيرهم. وهذا معناه أن
التفكير الماهر ليس نتاجا طارئا في مدارج النمو والنضج، كما أنه ليس حصاد
خبرات عارضة، وليس كذلك نتيجة حتمية للنضج العضوي، ولا للقراءة في مواد
الدراسة " .
يقدم المؤلف فصلا موسعا وشرحا دقيقا عن فن
تدريس التفكير، ويقدم للمدرس الطرق السليمة لشحن عقل الطالب، ليس
بالمعلومات فقط ولكن بالتفكير أيضا، فيجعل مسؤولية التعليم على الطالب
ومسؤولية إثارة التفكير على المدرس، فليس التعليم بشحن المعلومة في عقل
الطالب أو الدارس، بل التعليم هو في فهمها تفكيرا بها من خلال تشغيل
المعلومات، حيث يكتشف الطلاب العلاقات المتبادلة في البيانات وأنواع
المعارف المستخدمة، ويستنتجون بأنفسهم ويتحققون من استنتاجاتهم، وهم بذلك
يتجاوزون ظاهر المعلومات إلى ما خلفها.
يقول المؤلف " ليس صوابا ذلك القول الذي
يجعل التفكير حكرا على مواد بعينها كالعلوم الفيزيائية أو الرياضيات وعلوم
الحاسوب وما على شاكلاتها. وإنما الأصوب أن التفكير ماثل في كل حدب وصوب،
وفي كل نظام من نظم المعرفة، وفي كل مادة دراسية ومن ثم يجب أن يكون التفكير مادة للتدريس، وموضوعا له، من خلال المنهج المدرسي في معناه الأعم والأشمل .".
أنه كتاب قيم يجب أن يقرأه جميع المعلمين،
فهو موجه لهم، ويفضل قرأتة مع الآخرين في العمل، سواء شركات أو مؤسسات
حكومية ، فالتفكير والإبداع والنقد له أصول وله قواعد، فيجب أن يعلمها
الجميع، وهي مطروحة بتفصيل ميسر في هذا الكتاب القيم، ويجب أن يكون في
مكتبات الأسرة، فهو كتاب مفيد للوالدين أيضا وللتلاميذ، ففيه بعض الحالات
(قصص من الواقع) ستكون حافزا على القراءة والتفكير أيضا.
0 التعليقات