معظمنا لا يدرك أن لدينا شيء يسمى العقل الباطن في داخلنا،
وهناك عدد قليل جدا من يعرفون أكثر من مجرد وجوده، ناهيك عن كيفية
الاستفادة منه. وهذا أمر مؤسف، بالتأكيد انك لا تدرى عن امكانيات عقلك
الباطن، و لن تصدق انه ربما سيكون حليفا كبيرا في تحقيق النجاح في حياتك.
كل ما عليك القيام به هو إقامة علاقة عمل مع عقلك الباطن. و لكى تستطيع
بناء تلك العلاقة، عليك أن تصبح واعيا وعلى دراية بخفايا ذاتك، و الجانب
الغامض من نفسك، والدور الذي تلعبه في حياتنا.
واحدة من الطرق التي تمكنك القيام بذلك. هى من خلال التأكيد على نفسك لعدة دقائق كل يوم،
“يا عقلى الباطن انت شريكي في النجاح.” من خلال القيام بذلك فإنك تعيد
تثقيف ذاتك و تبث فى نفسك حقيقة أن لديك امكانات عقلية قوية، وأن عقلك
الباطن هو شريكك في النجاح. فعندما تصبح واعيا بالجزء اللاوعي من عقلك، و
تتجاوز التفكير في أمر عقلك الباطن على انه مفهوم مجرد أو من نسج خيالك،
فبالتأكيد هذه خطوة هامة.
والخطوة الثانية هي أن تكون على علم بكيفية عمل عقولنا الواعية واللاوعية معا،
و معرفة وظائف وأدوار كل منها. فللعقل الباطن وظيفتين رئيسيتين في حياتنا.
الوظيفة الأولى هى جذبه للظروف و لملابسات الأمور لنا وفقا لأنماط الفكر
السائدة.”تستطيع أن تجذب ما تضعه تحت تركيزك.” الآن و مع معلومات اللاوعي
الجديدة، يمكنك أن تبدأ في فهم لماذا هذا صحيح. عقلك الباطن غير محدود بأي
شكل من الأشكال، و سينجذب إليك الى الأبد وفقا لأفكارك. بالتأكيد ليس لديه
إرادة خاصة به بل يعمل بكل بساطة وفقا لما هو راسخ و يهتز داخلك.
وبالإضافة إلى ذلك، سوف يتصرف عقلك الباطن بناء على أي طلب أو
تعليمات تعطيه إياها. وسوف يأخذ بصمة لأي فكرة حين تتكرر مرارا وتكرارا
داخل اللاوعي، والتي لا يمكن التمييز بين ما هو حقيقي وما هو متخيل. هذا هو
السبب في ان التصورات، والتأكيدات والصور المتكررة يمكن أن يكون لها مثل
هذا التأثير القوي في حياتنا. عن طريق القيام بهذه التمارين و علينا فقط
خلق الصور داخل أنفسنا ومن ثم سيعمل العقل الباطن عليها.
ان العقل الواعي هو الوصي على أبواب العقل الباطن.
ذلك هو دور العقل الواعي للتأكد من أن أفضل نوعية من الأفكار فقط هى التى
تكتسب مدخلا إلى العقل الباطن. عندما نفهم تماما أنه مهما كانت الأفكار
والمعتقدات التى تكتسب مدخلا إلى العقل الباطن، سوف تظهر في نهاية المطاف
في حياتنا، فستصبح دؤوب جدا في رصد وتوجيه أفكارك.
0 التعليقات