قال علي بن ابي طالب عن اليأس :
إذا اشتمـلت على اليأس القلـوب .. وضاق لما به الصدر الرحيبُ
وأوطــأت المكــاره واطمــأنت.. وأرست في أمكانها الخطـــوبُ
ولم تر لانكشـاف الضـر وجهًا.. ولا أغنــى بحيلتـــه الأريـــبُ
أتاك على قنـوط منــك غـــوثٌ.. يمـن به اللطيـف المستجيــــبُ
وكــــل الحادثـات إذا تنـــــاهت.. فموصـول بها الفـرج القريـب
وابيات علي بن ابي طالب رضي الله عنه توضح ما يفعله اليأس فينا كبشر ويجب ان نتجنبه ونسعي للخروج منه بشتي الطرق .
إن اليأس مرض من الأمراض التي تصيب النفوس فتقف عاجزة وتشعر بأن حياتك توقفت
ويعرف اليأس بأنه إحباط يصيب الروح والعقل معاً فيفقد الإنسان الأمل في إمكانية تغير الأحوال والأوضاع والأمور من حوله.
أسباب اليأس :
1- استعجال تحقيق الأمر المبتغى بأسرع وقت.
2- عدم وزن الأمور والتأني بالعمل .
(( أديسون )) الذي تسبب في انارة العالم كله من خلال اكتشافة ”
للمصباح الكهربائي “ كان يشعر أنه ناجح وأنه لن يتوقف حتى ينجح في
محاولاته , ويجب علينا أن نعرف أن أديسون لم يدخل اليأس لقلبه ولو جزء من
الثانية وأكبر دليل لذلك أنه قبل صناعته واختراعه للمصباح حاول ” 2000
“ مرة محاولات للاختراع ولم ينجح الا بالمحاولة الأخيرة وكان نتاجها
المصباح .
وله مقولة مشهور يقول ((أنا لم أفشل أبداً , فقد اخترعت
المصباح في النهاية , لقد كانت عملية من “2000″ خطوة , ولابد من اجتيازها
للوصول لذلك ))
يقول أديسون ، يمثل الإلهام 1% من العبقرية , ويمثل الجهد
99% منه ، ومن هنا فإننا نضع خطوطًا عريضة ونقترح بعض الوسائل التي نرجو أن
تكون نافعة في علاج هذه الآفة، ومنها:
1- تعميق الإيمان بالقضاء والقدر بمفهومه الصحيح، وتربية
النفس على التوكل على الله، ونعني بذلك أن يعتمد القلب في تحقيق النتائج
على الله مع الأخذ بالأسباب المشروعة، وبذل الجهد الممكن للوصول إلى
الأهداف المنشودة.
2- تنمية الثقة بالنفس، والاعتماد على الذات في القيام بالأعمال، وتحمل المسؤولية عن نتائجها بغير تردد ولا وجل.
3- اليقين بالقدرة على التغيير إلى الأفضل في كل جوانب الحياة ومطالعة تجارب الناجحين في شتى الميادين.
4- قراءة قصص الأنبياء والصالحين والعلماء وقصص النجاح
الكثيرة واصبح الانترنت اداة سهلة التداول من اجل استخدمها بما ينفع ،
للتعرف على الصعاب والمشاق التي واجهوها بعزم صادق وقلب ثابت.
5- اليقين بأن الاستسلام لحالة اليأس لن يجني صاحبها من
ورائها إلا مزيدًا من الفشل والتعب والمرض، وأن البديل هو السعي والجد
وتلمُّحُ الأمل.
0 التعليقات