الأحد، 2 فبراير 2014


يستكمل فقيه التعليم والتنمية الأستاذ الدكتور / عزت عبدالموجود حديثه عن التعليم والتنمية واليوم يتحدث عن الأنفاق على التعليم ويستطرد قائلاً:
الأنفاق على التعليم مطلوب ولكن يجب أن يوجه هذا الأنفاق توجيهاً سليماً ليؤثر في عناصر الجودة النوعية في عناصر التعليم وهي الأهداف والغايات التي يتبناها النظام التعليمي وهي كالآتي :
1- البرامج والمناهج وطرق التدريس والوسائل التعليمية المستخدمة داخل الفصول والتي تهدف ألى تدريب المتعلم على التأمل والتخيل والأستكشاف ليصبح أنساناً مبدعاً ومخترعاً 
2- كفايات ومهارات وطاقات القوى العاملة في قطاع التعليم وتشمل القيادات العليا في هذا القطاع ومديري المدارس والمعلمين والأداريين والفنيين فجميعهم يجب أن يكونوا على قدر من المسئولية لتحقيق الأهداف المنشودة في النظام التعليمي خاصة تنمية المورد البشري 
3- أنظمة وأساليب وأدوات التقويم لقياس العائد النظامي التعليمي سواء كان ذلك يتمثل في قياس التحصيل الدراسي أو قياس الآداء المؤسسي في النظام التعليمي كله
فأذا أختصرت الأمتحانات على قياس الحفظ والأسترجاع وأستدعاء المعلومات دون فهم أو تحليل أو تطبيق أو تقويم فأن ذلك يشير الى سياسات تعليمية فاشلة لأنها أغفلت أن تقيس القدرات الأعلى في  الأنسان خاصة قدراته على التخيل والتصور والتحليل والقياس والبرهنة وركزت فقط على أدنى مستويات التفكير وهو الحفظ والأسترجاع فالنظام التعليمي أذاً يمكنه أن يقلص جهوده في أعداد أنسان حافظ للمعلومات ومستدع لها في أوراق الأمتحانات وهذا النوع الأخير لا يصلح للعمل ألا في أعمال رتيبة في أروقة الخدمة المدنية ولكنه لا يستطيع أن يكون مبدعاً في مجالات التصنيع والطب والصيدلية والزراعة والتجارة وغيرها من مجالات التنمية 
من هذا كله نفهم أن الأنسان هو وسيلة التنمية وغايتها معاً والتنمية تكون له وبه ومن أجله , والتقدم لا يهبط من السماء أو بالدعاء ولكنه يصنع بالعقول المبدعة والمبتكرة والعقل هو أهم ما خلق الله وبه ميز الأنسان على الحيوان فلابد أن يكون الأنسان هو قلب التنمية وقلب التعليم والدولة التي تتمكن من أمتلاك نظام تعليمي جيد يمكنه أن يلحق بركب التقدم وقطار التغير المريع وهو قطار لا يركبه ألا الذين يحملون بطاقة التعليم الجيد أما سواه فيجلسون القرفصاء على رصيف التخلف ينبهرون بما لدى الغير وربما يتخوفون من سرعة التغير ومن سيل المعرفة وطوفان التكنولوجيا 
الأنفاق على التعليم لن يذهب هباءاً بل سيعود بكل الخير .

بقلم كريم وجدي

مؤسس مدونة أغلى من حياتي مهووس بالتدوين و جديد المعلوميات و التكنولوجياو أحب مشاركة خبرتي الصغيرة معكم :)

0 التعليقات